«الصحة العالمية»: وضع إنساني كارثي في غزة مع تفاقم الجوع وانتشار الأمراض

«الصحة العالمية»: وضع إنساني كارثي في غزة مع تفاقم الجوع وانتشار الأمراض
تفاقم الجوع في غزة - أرشيف

أعربت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مؤكدة أن الأهالي، وخاصة في المناطق الشمالية، يعانون من جوع شديد ويحتاجون بشكل عاجل إلى كميات كبيرة من المساعدات الغذائية.

انعدام المخزون الغذائي

وأشارت هاريس في تصريحات تلفزيونية الثلاثاء إلى أن السكان، وبالأخص الأطفال، يواجهون خطر المجاعة الحاد بسبب انعدام المخزون الغذائي، لافتة إلى أن سكان القطاع لم يتلقوا أي مساعدات غذائية منذ أشهر، مما ضاعف من وطأة المعاناة.

انتشار الأمراض المعدية

وحذرت هاريس من انتشار الأمراض، بما في ذلك الكوليرا، نتيجة شرب المياه غير النظيفة، مؤكدة أن "العالم يشهد هذه الكارثة الإنسانية"، وذكرت أن أكثر من مليون حالة مصابة بأمراض معدية تنفسية، إلى جانب نصف مليون حالة بأمراض معوية، علاوة على مئات الآلاف من المصابين بأمراض أخرى مثل الحمى الصفراء.

وأوضحت هاريس أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من تطعيم حوالي 400 ألف طفل ضد شلل الأطفال في وسط وجنوب غزة، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية في الشمال منعت إطلاق حملة التطعيم هناك.

القيود الإسرائيلية

وعن دخول المساعدات، لفتت إلى أن إيصالها يواجه تحديات كبيرة، موضحة أن "الجيش الإسرائيلي يمنع عبور الشاحنات المبردة التي تنقل أدوية حيوية مثل السرطان والإنسولين، ويضع قيودًا مشددة على ما يمكن إدخاله من مساعدات".

وأعربت هاريس عن قلقها الشديد إزاء تدهور الخدمات الصحية، موضحة أن أكثر من نصف المستشفيات في القطاع باتت خارج الخدمة، بينما تعاني المستشفيات المتبقية من نقص حاد في الوقود والمعدات الطبية الأساسية، ما يحدّ من قدرتها على تقديم الرعاية الطبية المطلوبة.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 43 ألف شهيد، غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى أكثر من 101 ألف مصاب، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، منذ بدء عدوان الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية